تأثير الإجهاد على الصحة |
يشعر الشخص بالإجهاد خلال عوامل كثيرة وتشمل الشعور بالضغط في الحياة اليومية أو في العمل، حدوث تغييرات جذرية في الحياة، عدم تحمل المسؤولية، عدم الشعور بالراحة، عدم الحصول على الدعم من الآخرين.
يُمكن تعريف الإجهاد أو التوتر أنه عبارة عن حالة من القلق ينتج من موقف صعب يمر به الشخص، فهو عبارة عن استجابة طبيعية يشعر بها الإنسان أثناء مواجهته لبعض التهديدات والتحديات.
يُعاني الجميع من التعب، لكن تختلف طرق الاستجابة عليه من شخص إلى آخر، وأيضا يختلف تأثيره على الصحة من فرد إلى آخر، لذا إذا كنت تريد أن تعرف أكثر عن الإجهاد، عليك بقراءة هذا المقال.
ما هو الإجهاد؟
ماهو هو الإجهاد |
يُعرف أنه شعور ينتج عند المرور بمواقف عصيبة، تؤدي هذه المواقف لإطلاق هرمونات تُعرف باسم هرمونات الهروب عند البعض، أو هرمونات القتال عند الآخرين.
يبدأ الدماغ في معالجة المشاعر، حيث يشعر جزء من الدماغ بالتوتر فيُرسل إشارة لمنطقة تحت المهاد، والذي يتواصل عبر الجهاز العصبي عن طريق إطلاق هرمون الأدرينالين بمجرى الدم.
يُعِد الهروب أو القتال آليات تُستخدم للبقاء، تُتيح من خلالهم الاستجابة للمواقف الصعبة، وذلك عن طريق الاستعداد لهذه المواقف.
أسباب الإجهاد
أسباب الإجهاد |
يشعر الشخص بالتعب من خلال عوامل كثيرة تندرج تحت أسباب الإجهاد، وتشمل: الشعور بالضغط في الحياة اليومية أو في العمل، حدوث تغييرات جذرية في الحياة، عدم تحمل المسئولية.
تشمل أيضًا: عدم الشعور بالراحة، عدم الحصول على الدعم من الآخرين، عدم توافر المال والوقت لتحقيق ما نُريده، التعرض للإساءة من قبل الآخرين.
تشمل كذلك: الإصابة بالمرض، إصابة أحد الأصدقاء أو الأقارب بحادثة مؤلمة، الانفصال وحدوث مشاكل عائلية بين الوالدين.
هل يُمكن للمواقف السعيدة أن تُسبب الإجهاد؟
يُنظر غالبًا لبعض المواقف بسعادة غارمة، على سبيل المثال: أثناء التخطيط لإنجاب أطفال أو الاستعداد للزواج.
تحدث تغييرات كبيرة في هذه المواقف على عكس المتوقع، وتُسبب التوتر لوجود متطلبات كبيرة غير عادية لا يستطيع الفرد القيام بها، ومن الممكن أن يكون صعب التعامل معها بطريقة إيجابية.
ما هي أعراض الإجهاد؟
يُمكن للإجهاد المُزمن والساحق أن يؤثر سلبًا على الصحة العاطفية، والجسدية، والعقلية، لذا لا بد لنا وأن نعرض العلامات التي تُشير أنك مُصاب بالتعب، ربما تُساعدك في معالجة هذه المشكلة وتشمل أعراض الإجهاد الآتي:
1- العلامات الجسدية Physical signs
أعراض الإجهاد الجسدية |
يُسبب التعب مشاكل جسدية في أنظمة الجسم، وقد يكون التوتر سببًا لذلك وأنت على غير علم وتلومها على حالة مرضية أخرى، ويؤثر ذلك على الجسم لكن عادة ما يكون تأثيرًا مؤقتًا، ينتهي بمجرد زوال المشكلة.
وتشمل أعراض الإجهاد الجسدية: ألم في الرأس، ألم في العضلات، ألم في المعدة، القئ، الصداع النصفي، الإسهال أو الإمساك، تغييرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
2- العلامات العاطفية والعقلية Emotional and mental signs
أعراض الإجهاد العاطفية |
يُؤثر الإجهاد على طريقة التفكير والشعور، فقد يجعل من الصعب تحمل المسئولية لاتخاذ القرارات، وقد يؤدي ذلك إلى اتجاه الشخص لطرق خاطئة للتخلص منه، مثل: شرب الكحول، أو التبغ.
وتشمل العلامات العاطفية: القلق أو الاكتئاب، الأرق، الغضب، عدم التركيز أو وجود مشاكل بالذاكرة، الخمول أو عدم التحفيز، وجود مشاكل في النوم، اتخاذ القرارات السيئة نتيجة الأفكار المتسارعة.
أنواع الإجهاد
أثبتت الدراسات أن الإجهاد قد يكون بسبب التعرض لضغوطات، أو بسبب حالة مرضية يمر بها المريض، وإدارته عبارة عن عملية نتعلم من خلالها كيفية تقليل التوتر بصورة فعالة، لذا من المهم معرفة أو تحديد نوع الإجهاد الذي تمر به، لذا تشمل الأنواع الآتي:
1- الإجهاد البدني Physical stress
يتضمن الإجهاد البدني حدوث صدمة نتيجة الإصابة أو إجراء جراحة ما كما ذكرنا سابقًا، أو قد يكون بسبب التواجد في بيئة ملوثة بالمبيدات الحشرية، والسموم، والإشعاع.
يشمل أيضًا نقص السكر أو الأكسجين بالدم ، أو وجود بعض الاختلالات البيوكيميائية أو الهرمونية، أو الإجهاد الغذائي مثل تناول الأكل المعلب غير الصحي، أو الجفاف.
2- الإجهاد النفسي Psychological stress
يشمل الإجهاد النفسي الضغط النفسي مثل: الخوف، الإحباط، الغضب، الحزن، الاستياء، أو يشمل الضغط المعرفي مثل: القلق، الشعور بالعار، الشعور بالذنب، الغيرة، الانتقاد الذاتي.
يشمل أيضًا الضغط الإدراكي مثل: الكراهية، نوبات الهلع، عدم الشعور بحقيقة الأمور، الشعور بالخروج عن السيطرة، عدم التحكم في زمام الأمور.
3- الإجهاد الاجتماعي والنفسي Psychosocial stress
أعراض الإجهاد الاجتماعي والنفسي |
يشمل هذا النوع من الإجهاد في صعوبة تكوين العلاقات مثل: الزواج، الأطفال، الأشقاء، العائلة، الأصدقاء، زملاء العمل.
يشمل كذلك صعوبة الحصول على الموارد اللازمة حتى يستطيع الشخص البقاء على الحياة، مثل: الوظيفة، المدخرات، الدعم الاجتماعي من الأهل والأصحاب.
4- الإجهاد النفسي والروحي Psycho- spiritual stress
أعراض الإجهاد النفسي والروحي |
يشمل هذا النوع أزمة في القيم والأخلاق، والاختلال بالمعتقدات الأساسية الروحية للفرد، وأزمة في السعي لكسب العيش بالحلال ممزوجًا بالرضى والفرحة.
يؤثر الإجهاد الروحي بشكل عام على الجسد، ويدفع الجسم إلى التوتر حتى يصل إلى مرحلة المرض الجسدي، ويشعر الفرد بضيق التنفس، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وانخفاض الجهاز المناعي للجسم.
تأثير الإجهاد على الصحة
تأثير الإجهاد على الصحة |
هو رد فعل طبيعي للجسم، فهو استجابة الجسم للمواقف الصعبة، لكن مع استمرار الضغط النفسي يؤثر هذا سلبًا على الصحة، وسوف نعرض تأثير الإجهاد على الصحة بالتفصيل كالآتي:
1- تأثير الإجهاد على الجهاز العصبي
الجهاز العصبي هو المسئول عن استجابة الجسد للإجهاد، حيث يحثّ الغدد الكظرية على إفراز هرمونات التوتر الكورتيزول والأدرينالين، والذي بدوره يعمل على تسريع نبضات القلب، وإرسال الدم للمناطق التي تحتاج للدم.
يختفي التعب مع مرور الوقت، وأثناء ذلك تُجبر منطقة تحت المهاد أنظمة الجسم بالعودة لوضعها الطبيعي، وإذا تم الفشل في عودة الجهاز العصبي لوضعه الطبيعي يستمر التوتر، مما يؤدي إلى سلوكيات خاطئة غير مرغوب بها.
2- تأثير الإجهاد على الجهاز التنفسي والقلب
يتأثر الجهاز التنفسي للاستجابة على الضغط، ويزداد معدل التنفس بصورة أسرع لمحاولة توزيع الدم المليء بالأكسجين على الجسم، والتوتر يُزيد من صعوبة التنفس خاصة إذا كنت تُعاني من مشكلة الرئة أو الربو.
يتأثر القلب أيضًا، ويحدث انقباض في الأوعية الدموية، ويزداد وصول الأكسجين للعضلات مما يوفر القوة اللازمة للتصرف بالمواقف، لكن أيضًا يُمكن أن يُسبب ارتفاع ضغط الدم، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
3- تأثير الإجهاد على الجهاز الهضمي
ينتج الكبد كميات كبيرة من سكر الدم أو الجلوكوز تحت تأثير الضغط، وذلك حتى يمنح الجسم الطاقة، وإذا كنت تُعاني من الإجهاد المزمن لا يتمكن الجسم من مواكبة زيادة الجلوكوز، فقد يُصاب الإنسان بمرض السكري خاصة النوع الثاني.
يؤثر كذلك على طريقة تحريك الطعام عبر الأمعاء، ويشعر الفرد باضطرابات في الجهاز الهضمي، ويكون أكثر عرضة للارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة بسبب زيادة حموضة المعدة، وقد يصل إلى الإصابة بقرحة المعدة.
تأثير الإجهاد على الجهاز الهضمي |
4- تأثير الإجهاد على الجهاز العضلي
تشعر العضلات بالتوتر عند الإصابة بالتعب، ثم تميل للتحرر مرة أخرى حتى تحصل على الاسترخاء، لكن إذا كانت العضلات تحت الضغط باستمرار فلا تحصل على فرصة للاسترخاء.
تكون العضلات دائمًا في حالة ألم وشدّ، خاصة عضلات الكتف والظهر، ويلجأ الفرد حينها إلى المسكنات لتقليل الألم مما يضر بالصحة خاصة الكبد.
5- تأثير الإجهاد على الجهاز التناسلي
يؤثر التعب على الجسم والعقل ويجعله في حالة إرهاق ويفقد الرغبة في العلاقة الجسدية، مع ذلك ثبت أن التوتر قصير المدى يُزيد من إنتاج هرمون التستوستيرون الذكري، ولكن تأثيره لا يدوم.
استمرار التعب لفترة طويلة يؤثر على هرمون التستوستيرون، ويُقلل من إنتاجه، مما يؤدي إلى قلة عدد الحيوانات المنوية، ويُسبب العجز الجنسي وضعف الانتصاب.
6- تأثير الإجهاد على الجهاز المناعي
يُمكن للإجهاد أن يؤثر على الجهاز المناعي، ويُقلل من استجابة الفرد أو مواجهته للمرض، وذلك بسبب قلة كريات الدم البيضاء المسئولة عن المناعة.
يُعاني الشخص المجهد من الإصابة بأمراض مناعة مختلفة، كما يكون أكثر عِرضة لنزلات البرد والإنفلونزا.
طرق التخلص من الإجهاد
طرق التخلص من الإجهاد |
الاهتمام بالجسد من أهم طرق التخلص من الإجهاد، كما يُمكن تحسين الصحة النفسية من خلال تخصيص الوقت للاهتمام بالنفس، وفيما يلي بعض الاقتراحات لتحسين الصحة النفسية والتخلص من التعب.
1- المشي والتنفس بعمق
القيام بالمشي أثناء الشعور بالتوتر، والذهاب في نزهة سريعة يؤدي إلى استجماع الأفكار واسترجاع النشاط البدني وتصفية الذهن.
يُمكن للتنفس البطئ المساعدة بخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويُمكن استخدام أسلوب البراناياما Pranayama، وهي عبارة عن التنفس خلال فتحة واحدة من الأنف، وهذا يُساعد على تخفيف التوتر.
2- البحث عن الشمس والاستمتاع للموسيقى
نبحث عن الشمس للتواجد تحتها والاستفادة بأشعة الشمس الساطعة، والتي تحتوي على فيتامينات مفيدة للبشرة، كما أنها تكون علاجًا رخيصًا للاكتئاب.
نُضيف على ذلك الاستماع للموسيقى باللحن المُفضل إليك، بمجرد الاستماع للموسيقى يُعدل من المزاج، ويُساعد على النوم سريعًا.
3- القيام بتدليك اليد
نقوم بتدليك اليد للحصول على فرصة للاسترخاء، فهذا يُساعد على تهدئة خفقان القلب، وذلك لأن الأيدي تحمل جزءًا كبيرًا من التوتر.
يُمكن استخدام بعض مستحضرات التجميل مثل كريمات الترطيب، ونقوم بالتدليك في مناطق الرقبة، والكتف، وتحت الإبهام.
4- التمدد والقيام بالعدّ
يُخفف التمدد السريع من التوتر، ومن الممكن أن الوقوف جزءًا من التمدد، مع تجربة القيام بتمرين فتح الصدر وثني الكتف للاسترخاء.
حاول العدّ من 10:5 ببطء لمحاولة تهدئة نفسك، وعند الوصول لرقم عشرة يمكن العدّ مرة أخرى بالعكس.
5- تغميض العين وتحريك القدم
يجب أخذ استراحة قصيرة أثناء ممارسة الروتين اليومي، مجرد تغميض العين نحصل على طريقة سهلة وبسيطة للتخلص من التعب.
يُمكن لتحريك القدم فوق كرة من الجولف أن تهدأ من التوتر، كما يُمكن الحصول على تدليك مريح للقدمين عن طريق الفرك.
6- ممارسة الرياضة واليوغا
ممارسة بعض الرياضات خاصة اللياقة البدنية مثل الجمباز يساعد على استرخاء العضلات، لكن يجب الاستمرار والانتظام في هذه التمارين للحصول على نتائج مُحققة.
يُمكن أيضًا ممارسة بعض اليوغا، وذلك عن طريق وضع القدم على الحائط مع الاستلقاء بالأرض، فهذا يمنح تمددًا جيدًا للجسد وخلق راحة البال.
7- تناول بعض الأكلات
تناول ملعقة واحدة من العسل يُساعد على تقليل الالتهاب، ويُحارب القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى أنه مُرطب طبيعي للبشرة، كما لا بد من شرب الماء فهو كذلك يُهدئ من توتر الأعصاب.
تناول الشيكولاتة وشُرب الشاي الأخضر يُهدئ من الأعصاب، حيث تُساعد الشيكولاتة في تنظيم مستوى هرمون الكورتيزول المسئول عن التوتر، أما الشاي الأخضر هو مصدر للثيانين، وهي المادة الكيميائية المسئولة عن تخفيف التعب.
الخلاصة
تحدثنا في هذا المقال عن الإجهاد، وكل ما يجب معرفته عن أعراض الإجهاد، وأهم أسباب الإجهاد، وطرق التخلص منه، وأيضًا تأثير الإجهاد على الصحة، وهنا قد وصلنا إلى الختام وأتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم.
المصادر
كتابة/ د. شيماء دراز
تصميم/ نورا صادق
تعليقات
إرسال تعليق