التوعية بأمراض السكر والفرق بينهم

أمراض السكر والفرق بينها 

بقى وجه التشابه الأبرز بين مختلف أنواع مرض السكر؛ هي متلازمة خلل النظام الغذائي؛ التي تظهر على هيئة ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم وانخفاضه داخل الخلايا.

يُقسم مرض السكر إلى ثلاثة أنواع أساسية؛ هم السكر النوع الأول السكر النوع الثاني وسكر الحمل ويختلف كل نوعاً عن الآخر من حيث وقت الحدوث والعوامل المسببة.

أنواع مرض السكر والفرق بينها 

أنواع مرض السكر الشائعة والفرق بينهم

ينبغي قبل أن نستفيض في شرح جميع انواع مرض السكر، أن نذكر مرحلة هامة وهي مرحلة مقدمات مرض السك، تلك المرحلة التي يُصعب تشخيصها؛ نظراً الى عدم ظهور أي أعراض.

وقد أشارت بعض الإحصاءات بأن ما يقرب من ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية لديهم مقدمات مرض السكر، دون أن يكون لديهم علم.

السكر النوع الأول

يُعد من أخطر أنواع مرض السكر؛ نظراً الى خطورة  مضاعفاته مثل الحماض الكيتوني؛ الذي يعد من أهم أسباب حدوث غيبوبة السكر المرتفع؛ التي تحدث نتيجة غياب هرمون الأنسولين، ذلك الهرمون الذي يساعد على حرق الجلوكوز وتحويله إلى طاقة. 

أسباب السكر النوع الأول

أمراض المناعة الذاتية وعلاقتها بالسرطان

اقرا ايضا التوعية بأمراض القلب وكيفية علاجها

اقرا ايضا أمراض المناعة الذاتية وعلاقتها بالسرطان

اقرا ايضاسرطان الثدي، وأسبابه، وعلاجه

اقرا ايضاعيد الأضحى المبارك

يبقى السبب المناعي هو الذي يجعل هذا النوع  من أنواع مرض السكر مختلفاً عن غيره؛ إذ تهاجم الأجسام المناعية خلايا البيتا المتواجدة داخل البنكرياس والمانوية بإنتاج هرمون الأنسولين، وتتسم أعراض هذا النوع من مرض السكر بالحدية. 

علاج السكر النوع الأول

يُعد الأنسولين علاجاً لا غنى عنه في هذا النوع من أنواع مرض السكر، إن عدم إستخدام الأنسولين في مثل هذا النوع قد يشكل خطورة كبيرة على حياة المريض؛ نظراً للأدوار الحيوية للأنسولين.

إذ يمنع الأجسام الكيتونية من الوصول إلى خلايا المخ ويساعد على انتقال الجلوكوز إلى داخل خلايا كرات الدم الحمراء.

السكر النوع الثاني

يعد هذا النوع الأكثر شيوعاً مقارنة مع باقي أنواع مرض السكر، ويرتبط دائماً هذا النوع بظاهرة مقاومة الأنسولين؛ ذلك الأنسولين الذي يفرز طبيعياً بواسطة البنكرياس.

لكن هناك بعض العوامل أبرزها الهرمونات العصبية والدهون الثلاثية التي قد تعيقه عن القيام بمهامه، هو نقل الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا،

أسباب السكر النوع الثاني

تمثل زيادة نسب  الهرمونات العصبية مثل مجموعة الكورتيكوستيرويد والأدرينالين في الدم نتيجة الالتهاب الشديد أو العدوى الميكروبية من أهم عوامل حدوث السكر النوع الثاني.

إذ تعمل تلك الهرمونات على زيادة مستوى الجلوكوز في الدم من خلال إبطال مفعول هرمون الأنسولين علاوة على تدمير مخازن الجليكوجين في الكبد وتحويله الى جلوكوز وتحويل جميع الأحماض الأمينية والأحماض الدهنية إلى جلوكوز.

السمنة والسكر النوع الثاني

أشارت الأبحاث العلمية بأن ما يقرب من ثمانين بالمئة من الذين يعانون من السمنة مصابين بمرض السكر الثاني؛ السبب في ذلك يرجع الى تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات تفوق قدرة الكبد على امتصاص الجلوكوز وحرقه.

مما قد  يترتب عليه تحويل هذه النسب الزائدة من الجلوكوز إلى دهون ثلاثية؛ التي يساعد على تقليل فعالية هرمون الأنسولين

العامل الوراثي والسكر النوع الثاني

يصبح العامل الوراثي عاملاً مؤثرا في بعض أنواع مرض السكر على رأسها السكر النوع الثاني؛ لذا ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحوصات مرض السكر دورياً مثل تحليل السكر الصائم وبعد الأكل بساعتين والتراكمي(HBA1C) 

كيفية علاج السكر النوع الثاني

يطبق الأطباء في غالبية أنواع مرض السكر المتعلقة بالسمنة ومقاومة الأنسولين خطة علاجية يسمى بالعلاج التدريجي، في أحياناً اخرى يُسمى بالسلم العلاجي.

تلك الاستراتيجية التي تتنافى جذريا مع علاج السكر النوع الأول، قد يلجأ الأطباء الى دمج أكثر من استراتيجية علاجية بالتوازي على رأسهم استراتيجية العلاج الغذائي واستراتيجية العلاج الدوائي.

خطة العلاج الغذائي

التوعية بأمراض الكبد

يهدف هذا النوع من العلاج الى تحسين كفاءة وفعالية هرمون الأنسولين؛ حتى يتمكن من ادخال الجلوكوز داخل الخلايا وتحويله الى طاقة؛ لكي تنجح تلك الخطة العلاجية؛ يُنصح باتباع أنظمة غذائية تساعد على انقاص الوزن صحيا.

ومن أبرز تلك الأنظمة هو High fat low carb diet؛ الذي يتناول المريض من خلاله كميات قليلة من الكربوهيدرات تحديداً الكربوهيدرات المركبة وكميات أكثر من الأحماض الأحادية غير المشبعة.

خطة العلاج الدوائي

يبدأ الأطباء في هذا النوع من العلاج باستخدام الأدوية التي تحتوي على عنصر الميتفورمين؛ التي تحسن من حساسية مستقبلات الأنسولين الى هرمون الانسولين، ثم يُضاف إليها مجموعة محفزات هرمون الأنسولين؛ التي تحفز خلايا البيتا المتواجدة داخل البنكرياس لإفراز نسب طبيعية من هرمون الأنسولين.

أصبح الأطباء في العقد الأخير يفضلون استخدام العناصر التي تساعد على خروج الجلوكوز من خلال البول، أما عن الأنسولين الخارجي عادة ما يُستخدم في آخر خطوات العلاج.

مضاعفات مرض السكر النوع الأول والنوع الثاني

يتشابه جميع أنواع مرض السكر من حيث المضاعفات باستثناء سكر الحمل، تحدث المضاعفات عادة بمعدل بطيء وقد تستغرق أعواماً لكي تظهر، وتنحصر معظم مضاعفات مرض السكر بمختلف أنواعه في التأثيرات التي يسببها للأوعية الدموية الدقيقة المتواجدة في الأعصاب الطرفية وشبكية العين والأوعية الدموية الكلية المتواجدة في القلب والكلى.

ما هو سكر الحمل؟

يختلف سكر الحمل عن باقي أنواع مرض السكر؛ اذ يُطلق عليه في أحياناً كثيرة بمصطلح عرض سكر الحمل وليس مرض؛ لأنه يحدث عند الحمل تحديداً في النصف الثاني.

وعادة ما يختفي بعد انقضاء مدة الحمل نتيجة ارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون في الدم؛ مما يتسبب في ارتفاع مستوى الجلوكوز؛ السبب في ذلك يرجع إلى زيادة مقاومة الأنسولين من قٍبل تلك الهرمونات.

الأكثر عرضة للاصابة بسكر الحمل

التوعية بأمراض القلب

يوصي الأطباء بضرورة إجراء فحوصات مرض السكر عند الحمل أبرزها فحص تحمل الجلوكوز دورياً لمن توافرت لديهم بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث سكر الحمل وتتضمن تلك العوامل

1. السمنة قبل الحمل.

2. الإصابة بسكر الحمل مسبقاً.

3. وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكر النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

4. ولادة طفل أكبر حجماً عن الطبيعي مسبقاً.

مضاعفات سكر الحمل

يختلف سكر الحمل عن جميع أنواع مرض السكر من خلال المضاعفات؛ لأن مضاعفات سكر الحمل تحدث على المدى القصير وتكون حادة؛ قد تتسبب في عواقب وخيمة على كلا من الأم والجنين أبرزها تسمم الحمل والإجهاض المبكر. 

علاج سكر الحمل

تعد زيادة فعالية هرمون الأنسولين هي الهدف الأسمى من علاج سكر الحمل؛ حتى لا تتعرض الأم والجنين الى مضاعفات خطيرة.

تمثل التغذية بالتداوي هي الاستراتيجية الأهم في علاج سكر الحمل؛ ويحدث ذلك من خلال تناول أطعمة تقلل من مقاومة الأنسولين وتعمل على تحسين إفرازه مثل الأطعمة الغنية بالألياف والأطعمة الغنية بعنصرين الأوميجا 3 والكروميوم.

سرطان الثدي أسبابه وعلاجه

انواع  سكر الحمل غير الشائعة

1-مرض السكر عند حديثي الولادة

يُعد هذا المرض أحد أنواع مرض السكر أحادي الجينية(Monogenic diabetes)، الذي يصاب به الأطفال في عمر مبكر تحديداً في أول ستة أشهر، وينقسم مرض السكر عند حديثي الولادة الى شقين هما مرض السكر عند حديثي الولادة الدائم ومرض السكر عند حديثي الولادة المؤقت.

2- مرض السكر عند حديثي الولادة الدائم

يصيب هذا النوع من مرض السكر ما يقرب من خمسين بالمائة من الأطفال المصابين بمرض السكر عند حديثي الولادة؛ إذ لا يشفى المصابين من هذا المرض؛ ليستمر معهم مدى الحياة

3- مرض السكر عند حديثي الولادة المؤقت

يتشابه هذا النوع عن سابقه في موعد الحدوث؛ لكن يظهر وجه الاختلاف من خلال اختفاء تلك الظاهرة؛ إذ يُشفى غالبية المصابين من هذا المرض بعد أشهر من حدوثه، لكن قد تعود الأعراض للظهور مرة اخرى مع تقدم العمر.

4- مرض السكر عند البالغين

يندرج هذا المرض تحت مظلة أمراض السكر غير الشائعة؛ لأن نسبة المصابين بها تمثل خمسة بالمائة فقط من إجمالي المصابين بمرض السكر، هو أحد أنواع داء السكر الوراثية؛ الذي يحدث نتيجة طفرة جينية؛ قد تتوارثها العائلات جيلاً بعد جيل.

5- مرض السكر المناعي متأخر الحدوث(LADA)

يعد زيادة نشاط الأجسام المناعية هو السبب الرئيسي وراء حدوث هذا المرض؛ إذ تهاجم الأجسام المناعية جميع خلايا البيتا المتواجدة في البنكرياس وتدمرها بالكامل.

الأمر الذي يشبه في جوهره ما يحدث في مرض السكر النوع الأول؛ مع الاختلاف في معدل ظهور الأعراض؛ إذ أن معدل ظهور الأعراض في مرض السكر المناعي متأخر الحدوث يكون أكثر بطئا مقارنة بمرض السكر النوع الأول.

6- مرض السكر البريتيلي

يمثل أحد أنواع مرض السكر النوع الأول، ويتسم هذا بشدة خطورة الأعراض؛ سواء إذا كانت الأعراض مرتبطة بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم أو انخفاضه، يُعد زراعة البنكرياس هو العلاج الأمثل إلى هذا النوع من المرض.

7- مرض السكر 3c

يركز هذا النوع على الأمراض التي تسبب تدمير كامل في البنكرياس، لكنه لا يشمل الأمراض المناعية، هناك بعض الأمراض قد تسبب التهاباً حادة في البنكرياس.

مما يترتب عليه استئصال البنكرياس كلياً أبرزها سرطان البنكرياس و تليف البنكرياس.

ويبقى خلل التمثيل الغذائي وعدم التوازن في مستوى الجلوكوز ما بين الدم والخلايا، هو السبب الرئيسي وراء ظهور أعراض مرض السكر، والجدير بالذكر بأنه لا يوجد اختلافاً جوهرياً في الأعراض بين جميع أنواع مرض السكر.

على الرغم من الأعراض قد تبدو أكثر حدة في بعض الأنواع، هي الأنواع التي لا يُفرز فيها الأنسولين وأبرزها السكر النوع الأول وغيره من أمراض السكر المناعية.

المصادر 

1. Clevelandclinic

2. Medicalnewstoday

3. Webmd

كتابة/ محمد مصطفى. 

تصميم/ نورا صادق.