قبل أن نتكلم عن أمراض المناعة الذاتية وعلاقتها بالسرطان، يجب أن نعرف أن الجهاز المناعي يحمي الجسم من الأشياء التي لا تنتمي إليه كالسرطان.
بعض حالات المناعة الذاتية وعلاجها يمكن أن يُزيد خطر الإصابة بالسرطان، فأمراض المناعة الذاتية وعلاقتها بالسرطان وجهان لعملة واحدة.
ويمكن لبعض أنواع السرطان وعلاجات السرطان أن تُزيد من مخاطر مشاكل المناعة الذاتية.
والآن لنعرف ماهي أمراض المناعة الذاتية وعلاقتها بالسرطان؟
أولًا: ما هي أمراض المناعة الذاتية؟
![]() |
أمراض المناعة الذاتية |
وقد تتأثر أجزاء جسمانية مختلفة تبعًا لنوع المرض الذي يعانيه الشخص من المناعة الذاتية.
هناك إشارات وأعراض للمرض منها
- الإجهاد.
- الحمى.
- الوجع العضلي.
- الآلام وتورم المفاصل.
- مشاكل الجلد.
- آلام البطن.
- مشاكل الهضم.
- تورم الغدد.
وقد تكون الأعراض معتدلة أو حادة، وكثيرًا ما تأتي وتنقطع على فترات.
الأمراض الذاتية تأتي في أشكال متنوعة، ويمكنها أن تتوارث بالعائلة نفسها، كما أنها أكثر انتشارًا بين النساء.
ومعروفة بـاضطراب المناعة الذاتية، ومن أشهر هذه الأمراض (الروماتيزم والذئبة الحمراء).
ما هو السرطان؟
![]() |
ما هو السرطان؟ |
هو اضطراب في خلايا الجسم بحيث تنقسم هذه الخلايا بشكل غير طبيعي لا يمكن التحكم فيه، ويمكن أن تتسلل إلى الأنسجة المحيطة.
ويمكن للخلايا السرطانية أن تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الجهاز الدوري والنُظم اللمفاوية.
ويصنف السرطان في فئات عديدة
1- سرطان الجلد/ Carcinoma
![]() |
سرطان الجلد |
وهو نوع من أنواع السرطان الذي يبدأ في الجلد، أو في الأنسجة التي تغطي الأعضاء الداخلية.
2- سرطان العظام/ Sarcoma
![]() |
سرطان العظام |
هو نوع من أنواع السرطان يبدأ في العظام، أو الغضروف، أو الدهون، أو العضلات، أو الأوعية الدموية، أو غير ذلك من الأنسجة الملاصقة أو الداعمة.
3- سرطان الدم/ Leukemia
![]() |
سرطان الدم |
هو نوع من أنواع السرطان الذي يتطور في أنسجة تشكيل الدم، مثل نخاع العظام، ويتسبب في إنتاج فائض من خلايا الدم غير الطبيعية.
4- سرطان الليمفوما أو Myeloma
![]() |
سرطان الليمفوما |
هي الخبيثات التي تبدأ في خلايا الجهاز المناعي.
5- سرطانات الجهاز العصبي المركزي
![]() |
سرطان الجهاز العصبي المركزي |
هي السرطانات التي تبدأ في أنسجة الدماغ والنخاع الشوكي.
رد فعل الجهاز المناعي للسرطان
في البداية قد يكون من المفيد فهم كيفية عمل الجهاز المناعي.
ببساطة جهازك المناعي يعمل كجيش لجسدك، ويدافع عنك ضد الأشياء التي لا تنتمي إليك.
مثل: البكتيريا والسرطان، وعندما يكتشف نظام المناعة السرطان، فإنه يرفع الإنذار، ويحشد القوات لمهاجمته.
وهناك ثلاث نتائج يمكن تصورها في هذه المرحلة:
- نظام المناعة ينجح في إزالة الورم، وفي الوقت نفسه ليس لديك أي فكرة عن وجود السرطان هناك.
- الجهاز المناعي يقوم بأفضل ما لديه، لكن السرطان ينتشر بسرعة كبيرة.
- العديد من القوات يتم حشدها عن طريق جهاز المناعة، ولكن الأمور تسير على نحو خاطئ، فالجهاز المناعي يصبح مرتبكًا في أثناء محاولته لمكافحة السرطان.
ويبدأ باستهداف جسدك أيضًا، وهذا يُشار إليه بمرض المناعة الذاتية.
مرض المناعة الذاتي ومخاطر السرطان
هناك العديد من الطرق التي يمكن بها لأمراض المناعة الذاتية أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان.
فالالتهاب المزمن الناجم عن ظروف المناعة الذاتية يمكن أن يعزز نمو السرطان.
والحمض النووي أو "DNA" للخلية قد يتغير نتيجة للالتهاب، وهذا يمكّن الخلايا السرطانية من الانتشار بسرعة فائقة.
و الالتهاب يعزز تكوين الأوعية الدموية التي تغذي السرطان، وقدرة الجسم على التخلص من الفيروسات المسببة للسرطان قد تصبح أكثر صعوبة بسبب بعض أمراض المناعة الذاتية.
ومن الأمثلة على ذلك: فيروس (HPV) الذي يسبب سرطان عنق الرحم.
وبسبب إضعاف قدرة الجسم على مكافحة السرطان، فإن بعض أدوية أمراض المناعة الذاتية يمكن أيضًا أن تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
وقد تُزيد علاجات الأمراض المناعية من خطر الإصابة بالسرطان، وكثيرًا ما تُستخدم الأدوية المثبطة في علاج أمراض المناعة الذاتية.
فتعمل هذه العقاقير على إعاقة جزء من الجهاز المناعي، مما يقلل من قدرة الجسم على مكافحة السرطان.
لذا نظريًّا أيّ مثبطات مناعيّة قد تزيد بشكل غير مباشر من خطر تطور السرطان، ومع ذلك يختلف الخطر تبعًا للدواء.
تشمل المثبطات العضوية التي يمكن أن تُزيد خطر الإصابة بالسرطان ما يلي:
1- زيلجانز/ Xeljanz
وقد صدر تحذير من الصندوق الأسود بعد أن كشفت في عام 2022 أنه قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
2- سيتوكسان/ Cytoxan
وهو دواء علاج كيميائي يستخدم لعلاج اضطرابات المناعة الذاتية والسرطان.
ويمكن أن يؤدي الاستخدام الطويل الأجل إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان المثانة، وسرطان الجلد، وسرطان الدم.
3- مثبطات النفثالينات النفاخية، مثل هوميرا أو أنبريل
قد تزيد احتمال وجود أنواع من سرطان الجلد، أما السرطانات اللمفاوية فهي أقل شيوعًا مما كان يعتقد سابقًا، ومن الطبيعي أن يبدو هذا مخيفًا.
على أي حال، من المهم أن نضع في اعتبارنا أن العقاقير جميعها يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، وفي كثير من الأحيان تفوق المزايا المساوئ.
هل يمكن أن يكون السرطان سببًا في الإصابة بالأمراض المناعية؟
من حين لآخر، وجود السرطان يمكن أن يجعلك أكثر عرضة للحصول على اضطراب المناعة الذاتية.
ومرض المناعة الذاتية تطور كـ "تأثير جانبي" لنظام المناعة، وأصبح أكثر نشاطًا في المعركة ضد السرطان.
يمكن أن يؤدي السرطان أحيانًا إلى أعراض أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك عدم الراحة أو الطفح الجلدي.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي السرطان إلى نتائج إيجابية في الاختبارات، مثل الاختبار المضاد للأجسام المضادة النووية.
كما أن الأشخاص الذين يعانون الأمراض ذاتية المناعة كثيرًا ما يكونون مصابين بإيجابية الاختبار بالنسبة لهذه الاضطرابات.
وقد تتحسن أحيانًا الأعراض بعلاج السرطان، وفحوصات الدم الإيجابية عادةً ما تبقى إيجابية إلى الأبد، لكنها لا تؤذي المريض.
العلاقة بين خطر مرض المناعة الذاتية وعلاج السرطان
![]() |
العلاقة بين خطر المناعة الذاتية وعلاج السرطان |
العلاج المناعي للسرطان هو شكل متقدم من أشكال الرعاية، وهو يستخدم الصلة بين السرطان والجهاز المناعي.
هذه الأدوية يمكن أن يكون لها تأثيرات معاكسة على المناعة الذاتية، وللفهم الكامل للمخاطر يلزم إجراء مزيد من الدراسة.
من المهم أن نتذكر أنه ليس كل علاجات السرطان مرتبطة بالإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
فعلى سبيل المثال لا يؤدي العلاج الكيميائي إلى ظهور أمراض في المناعة الذاتية.
وتُستخدم المثبطات في علاج اضطرابات المناعة الذاتية، وهذه العقاقير تضعِف قدرة الجسم على محاربة السرطان.
وبالتالي هناك خطر من أن معالجة حالة المناعة الذاتية يمكن أن تسبب انتشار السرطان أو تكراره.
على سبيل المثال، التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) الذي يمكن أن يجعل المشي صعبًا بسبب ألم وتورم المفاصل،
في هذه الحالة، فإنه يجعل من المنطقي علاج (RA) قائمًا، حتى لو كان لديك السرطان.
أما المقارنات بين المخاطر والفوائد والخصائص العلاجية من أجل تلبية احتياجات المريض على نحو أفضل هو عمق الفكرة.
والهدف من ذلك هو حماية المريض من المناعة الذاتية، وبالوقت نفسه من المشاكل المتصلة بالسرطان.
وكما قولنا سابقًا أن السرطان ومرض المناعة الذاتية وجهان لعملة واحدة.
السرطان ينشأ عندما يتجاهل الجهاز المناعي الخلايا السرطانية.
في حين أن مرض المناعة الذاتية يحدث بسبب رد فعل الجهاز المناعي على الأجسام الذاتية.
وبالتالي، فقد اعتُبر الجوع الذاتي والسرطان منذ فترة طويلة تخصصين متميزين للدراسة، ولا يوجد بينهما سوى القليل من القواسم المشتركة.
إعداد: فاطمة عبدالهادي.
تدقيق: سمية أيمن عبد الحكيم.
تصميم/ نورا عبدالهادي
تعليقات
إرسال تعليق