القائمة الرئيسية

الصفحات

التعلم والذاكرة وكيفية تحسين وظائفهم

التعلم والذاكرة وكيفية تحسين وظائفهم
التعلم والذاكرة وكيفية تحسين وظائفهم

ترتبط عمليتي التعلم والذاكرة معًا ارتباطًا وثيقًا، فكما يُعد التعلم أمر هام ومفيد، كذلك تخزين المعلومات أمرًا ضروريًا لحفظ المعلومات والاستفادة منها لاحقًا.

فالتعلم هو القدرة على تصفية وفهم المعلومات الجديدة من خلال التجارب الشخصية للفرد، فبدون التعلم لا يمكننا أداء مهامنا اليومية، فقد لا نتمكن من العمل أو التعرف على أسرتنا، أما الذاكرة هي التي تساعدنا على استرجاع ما تعلمناه.

العلاقة بين التعلم والذاكرة
العلاقة بين التعلم والذاكرة 

ما العلاقة بين التعلم والذاكرة؟

يُعد التعلم والذاكرة من الوظائف المعقدة للدماغ، ويشير التعلم إلى اكتساب المهارات المختلفة والمعرفة، أما الذاكرة فهي قدرتنا على تخزين تلك المعلومات والمهارات.

وهناك ثلاث مراحل تضم عمليتي التعلم والذاكرة، وهي التشفير، والتخزين، والاسترجاع، فالتشفير هو تعلم المعلومات والأشياء الجديدة، ومن ثم تخزينها في الذاكرة، ويتصل الدماغ بهذه المعلومات لاسترجاعها فيما بعد، وسنتعرف عليهم بالتفصيل لاحقًا.

وتتم عملية التعلم عن طريق الطرق السمعية، والبصرية، والحركية، وقد تحتاج لاستخدام أكثر من طريقة في الحياة المهنية، والأكاديمية.

لذلك إذا كنت تعاني من ضعف القدرة على التعلم أو ضعف في الذاكرة، فأنت بحاجة لاستشارة أخصائي الصحة العقلية لمساعدتك في تعزيز جهازك العصبي ووظيفة الدماغ.

تأثير التوتر على عملية التعلم والذاكرة

إن تأثير التوتر على عملية التعلم والذاكرة كبير جدًا، فعند التعرض لضغط كبير تقل قدرة الفرد على استرجاع المعلومات.

ويشعر الإنسان أنه يعرف هذه المعلومة ولكن لا يستطيع تذكرها بوضوح، كما يمكن أن يصاب الفرد بالشرود الذهني ونسيان القيام بالأشياء الهامة.

كيف تحدث عمليتي التعلم والذاكرة؟

كيفية حدوث عملية التعلم والذاكرة
كيف حدوث عملية التعلم والذاكرة 

كيفية تعلم الدماغ البشري

10 فوائد لتنظيم الوقت

اقرا ايضاسرطان الدم

إن سير عمليتي التعلم والذاكرة أمر معقد للغاية، حيث يتم التعلم في الدماغ طوال حياة الإنسان وفي مختلف مراحل حياته.

وأثناء رحلة التعلم تتكون روابط جديدة بين الخلايا العصبية في الدماغ، ومع استمرار هذه العملية تقوى الروابط، ويؤدي ذلك إلى الحصول على المعرفة وتشفير الذاكرة.

وتتضمن عملية التعلم تعديل الروابط بين الخلايا العصبية، من خلال الممارسة، وعندها يتم تطوير خلايا عصبية جديدة تساعد في الحصول على معلومات جديدة وحفظها بطريقة أكثر فاعلية.

وينقسم التعلم إلى نوعين، وهما التعلم الضمني الذي يتم فيه اكتساب المهارات والمعلومات دون وعي مثلما يحدث مع الأطفال.

والتعلم الصريح الذي يدرس فيه الفرد عن قصد لاكتساب المهارات الجديدة، كما يحدث في حالة تعلم البالغين لمهارة جديدة.

مراجعة الذاكرة البشرية والعوامل التي تؤثر عليها

هناك ثلاث عمليات رئيسية تؤثر على ذاكرة الإنسان وقدرته على حفظ وتخزين المعلومات، وهي:

الترميز

يُعد الترميز أو التشفير أول عملية تقوم بها الذاكرة، وهي عملية انتقائية ونشطة، والتي تعمل على تحديد كفاءة عملية التعلم وفقًا لعدة عوامل، منها:

1. المحتوى، حيث تتأثر خصائص المادة التي يتم ترميزها وفقًا لحجم المادة، ومقدار تنظيمها، وطبيعتها، وكذلك مدى معرفة الفرد بها. 

2. العامل البيئي، حيث تؤثر البيئة على سير عملية التعلم، وكذلك جودة نقل المعلومات إلى الذاكرة، ومن العوامل البيئية الضوضاء، ودرجة الحرارة، والرطوبة.

3. العوامل الذاتية، فقد تؤثر بعض العوامل الشخصية على عملية الترميز في الذاكرة، مثل مقدار راحة الفرد، والحالة الصحية سواء كان سليمًا أو ومعافى.

عندما لا يحصل الفرد على ما يكفي من الراحة والنوم يؤدي ذلك لخفض مستويات اليقظة، والتركيز، كما يزيد من تشتت الفرد.

التخزين

عملية تخزين المعلومات في الذاكرة
تخزين المعلومات في الذاكرة 

وهي ثاني العمليات التي تؤثر على الذاكرة، ويتم فيها الحفاظ على المعلومات وتخزينها.

ولدى كل فرد نوعان من الذاكرة، فهناك الذاكرة قصيرة المدى STM وهي ذاكرة قصيرة ومحدودة السعة.

أما الذاكرة طويلة المدى تتمتع بقدرة كبيرة على تخزين المعلومات لفترة طويلة قد تصل لسنوات، وتحمى الذاكرة قصيرة وطويلة المدى الدماغ من الكمية الهائلة من المعلومات التي تحصل عليها يوميًا.

الاسترجاع

وهي العملية الثالثة والأخيرة للذاكرة، والتي يتم فيها استرجاع المعلومات التي تم التعرف عليها مسبقًا، مثل استرجاع وجه مألوف.

ويتأثر الاسترجاع بعدة عوامل، مثل التوتر والشيخوخة، كما تعتمد عملية الاسترجاع على السياق والإشارات.

أنواع الذاكرة البشرية

أنواع الذاكرة البشرية
أنواع الذاكرة البشرية 

تنقسم الذاكرة لثلاث أنواع رئيسية وهي:

الذاكرة الحسية

يتم في هذه الذاكرة تجميع المعلومات التي تتعرف عليها حواس الإنسان، مثل رؤية صورة أو قراءة إعلان، وتستمر مدتها لثانية واحدة فقط، ويتم فقدان معلومات الذاكرة الحسية إذا لم يتم تشفيرها في الذاكرة قصيرة المدى.

الذاكرة قصيرة المدى

تتميز الذاكرة قصيرة المدى بسعتها المحدودة، وقصر مدتها، ويتم الاحتفاظ بالمعلومات فيها لعدة ثواني فقط أو لدقيقة واحدة.

وبعد ذلك يتم فقد المعلومات أو استبدالها بعلومات جديدة، فعادةً ما يتم الاحتفاظ بالمعلومات التي تكررها لنفسك عدة مرات.

الذاكرة طويلة المدى

هي ذاكرة يتم فيها الاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة تتراوح بين بضعة أيام لعدة أسابيع، وقد تتمكن هذه الذاكرة من تخزين المعلومات مدى الحياة.

ويتم نقل المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى من خلال ثلاث عمليات وهى التشفير، والدمج، والاسترجاع.

تحسين وظائف التعلم والذاكرة

هناك العديد من الطرق التي تساعد على تحسين وظائف التعلم والذاكرة بشكل كبير، حيث يمكنك تحسين قدرة الدماغ على التغيير، والتكيف لاستجابة المزيد من المعلومات الجديدة.

وإليك أهم طرق تحسين وظائف التعلم والذاكرة:

النوم

تأثير النوم على التعلم
تأثير النوم على عملية التعلم 
  1. يساعد الحصول على قسط كافٍ من النوم على تقليل التوتر الذي يؤثر بشدة على استرجاع المعلومات.

  2. ويمتلك النوم تأثير إيجابي على تكيف وتغيير قدرة الدماغ لاستجابة المعلومات الجديدة، كما يحسن من الصحة العقلية، والنفسية، والجسدية، وكذلك الإدراك والتركيز.

  3. ويؤدي الحرمان من النوم إلى ضعف القدرة على التعلم بشكل كبير، ويمكنك الحصول على نوم جيد ليلًا من خلال ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، والابتعاد عن الشاشات والهواتف المحمولة قبل النوم بساعة على الأقل.

القراءة

تأثير القراءة على التعلم
تأثير القراءة في عملية التعلم والذاكرة

أهم 11 فائدة من القراءة

تُعد القراءة وسيلة هامة لتحسين وظائف التعلم والذاكرة، فقد تساعدك القراءة على تدريب عقلك في التعرف على معلومات جديدة ومختلفة.

كما تعزز القراءة التركيز، والذاكرة، والانتباه، والإبداع، فيمكنك تهيئة مكان هادئ للقراءة بتركيز بعيدًا عن الضوضاء والتشتت، ومع الاستمرار على القراءة ستلاحظ الفرق في عمليتي التعلم والذاكرة.

التمارين الرياضية

تأثير ممارسة الرياضة على الذاكرة
تأثير ممارسة الرياضة على الذاكرة 

تُعد الممارسة الرياضية من أهم الأدوات التي تساعد في تحسين عملية التعلم والذاكرة، حيث تعمل التمارين الرياضية المنتظمة على تحفيز نمو خلايا جديدة في الدماغ، ويساعد ذلك في زيادة قدرتنا المعرفية.

كما تساعد التمارين في تحسين مستوى الانتباه وكذلك تعزيز الذاكرة طويلة المدى، وتزيد أيضًا من إنتاج بروتين يعزز نمو خلايا الدماغ.

ممارسة اليقظة والتأمل

تساعد اليقظة والتأمل في تحسين مستوى انتباه وتركيز الفرد، كما تعزز التحكم العاطفي.

كما يزيد التأمل المستمر المادة الرمادية في الدماغ خاصةً في المناطق الخاصة بعملية التعلم والذاكرة، كما تساعدك اليقظة الذهنية على التكيف مع المواقف الجديدة والتعلم بشكل أفضل.

المصادر

  1. University of Sunderland 

  2. juliacarlsonpsychpapers

  3. Betterhelp

كتابة/ عفاف حجازي.

تصميم/ نورا صادق.

تعليقات