الضغوط الإجتماعية وتأثيرها على الصحة النفسية

نحن نعيش في بيئات رغم اختلاف أشكالها نؤثر فيها ونتأثر بها،وقد يكون هذا التأثير بشكل سلبي يفرض علينا الكثير من التحديات والمسؤوليات التي تفوق قدرتنا على التحمل، ونتيجة لذلك نشعر بالضغط الاجتماعي. 

الذي بموجبه تسيطر علينا مشاعر التوتر، والقلق مما ينعكس بشكل واضح ومباشر على جودة صحتنا النفسية، ويؤثر عليها سلبا وفي هذا المقال سوف نتناول علاقة الضغوط الاجتماعية ومدى تأثيرها على صحتنا النفسية. 

ولكن قبل أن نتطرق لهذا يجب أولا إلقاء الضوء على مجموعة من النقاط الهامة منها 

ماهية الضغوط

العلاقة بين الضغوط الاجتماعية والصحة النفسية

تعرف الضغوط بشكل عام بأنها كل ما يعترض الفرد من مشكلات وأزمات تعيقه عن مواصلة حياته بشكل سليم وتسبب له التوتر والقلق  

أنواع الضغوط 

تتمثل أنواع الضغوط في التالي

1. ضغوط اجتماعية 

2. ضغط تعليمية 

3. ضغوط صحية 

4. ضغوط نفسيه 

ماهية الضغوط الاجتماعية 

تعرف الضغوط الإجتماعية بأنها الضغوط التي تنشأ من علاقته وتفاعله مع الآخرين. 

ماهية الضغوط الاجتماعية

مصادر الضغوط الإجتماعية 

يعيش اغلبنا ضغوط اجتماعية مصدرها الأسرة والأصدقاء وشريك الحياة، التعامل مع هؤلاء قد يفرض علينا الكثير من الأعباء والمسؤوليات.

والتوقعات التي تفوق قدرتنا وطاقتنا على التحمل مما شعورنا بالعجز ويشعرنا بالضغوطات الإجتماعية.

بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية التي يكون مصدرها بيئة العمل وما تتضمنه من توقعات مهنية ومتطلبات تفوق إمكانياتنا.

بالإضافة أيضا إلى المجتمع ومايتضَمنه من قيم ومعتقدات هي من وجه نظره ملاءمة، ومناسبة.

ولكنها ليست مناسبة لنا وتشكل ضغط اجتماعي علينا وينتهي بنا الحال في نهاية المطاف إلى إهلاك صحتنا النفسيه وإليكم مصادر الضغوط الإجتماعية بشكل موجز. 

1. الأسرة 

2. الأصدقاء 

3. بيئة العمل 

4. المجتمع

أعراض الضغوط الاجتماعية

أعراض الضغوط الإجتماعية 

1- أعراض سلوكية

تتمثل في 

1. تفضيل العزلة 

2. الانفعال الزائد 

3. العدوانية في التعامل 

4. الإكثار من الأكل أو الامتناع عنه 

2- أعراض نفسية

 تتمثل في 

1. ضعف التركيز 

2. الشعور بالقلق والإحباط 

3. فقدان الشغف والاكتئاب 

4. عدم الرضا عن النفس 

3- أعراض فسيولوجية

 تتمثل في 

1. الشعور بالصداع 

2. ضيق في التنفس 

3. اضطراب في المعدة 

4. جفاف الفم 

طرق التعامل مع الضغوط الاجتماعية

طرق التعامل مع الضغوط الإجتماعية  

التعامل مع الضغوط الاجتماعيه شئ مهم جدا لكي نحافظ على سلامة صحتنا النفسية، وتحقيق الرفاهية والتوازن النفسي.

وإليك بعض الخطوات التي تساعدك في التغلب على الضغوط الاجتماعية و التخفيف من حدتها.

1- لكي تتعامل مع أي ضغط سواء كان ضغط اجتماعي أو غيره يجب اولا تحديد مصدر الضغط بدقة فهذه خطوة هامة تساعدك على التغلب على الضغط الاجتماعي.

2- التأمل والطبيعة والهواء الطلق كلها أشياء ساحرة في تقليل التوتر والقلق المصاحب للضغوط الإجتماعية كما أنها تشحن الجسد والروح بالطاقة الإيجابية التي تزيد من إقبال الفرد على الحياة وتحسن المزاج بشكل كبير. 

3- ابحث عن اصدقاء إيجابيين، فهم العوامل الرئيسية التي تساعدك في تخطي الضغوط والتغلب عليها.

يقول أحد رجال الأعمال (جيم رون) أنت متوسط الأفراد الذين تقضي وقتك معهم.

الأصدقاء الإيجابيين هم من يشجعونك على كسر المعتقدات المجتمعية المعقدة التي يفرضها المجتمع والتي تشكل لك حياة معقدة مليئة بالضغوط الاجتماعية.

فمثلا اذا نظرنا الى المعايير التي يفرضها المجتمع في الزواج وما بها من تكلف زائد يجعل الشباب يقلع عن فكرة الزواج والحلال ويستسهل الحرام الأصدقاء الإيجابيين.

الغير متكلفين الذين لا يشغلهم المظاهر الكاذبة هم من يساعدك ويشجعك على تخطي هذه المعايير العقيمة الخاصة بالزواج وغيره وهذا كفيل بتقليل الضغوط الإجتماعية.

4- لاتتردد في طلب الدعم من ذوي الخبره لا تتردد في طلب الاستشارات الشخصية.

ما هي الصحة النفسية 

تعرف الصحة النفسية بأنها التعامل مع الحياة وضغوطها بشكل مرن بطريقة سوية وبشكل سليم 

أهمية الصحة النفسية

أهمية الصحة النفسية   

الصحة النفسية هي بمثابة البنية التحتية للصحة الجسدية، والتي إن صلحت صلح الجسد واتزن، وإن فسدت اعتل الجسد لما لها من ارتباط وثيق بالصحه الجسديه.

فهي جزء لا يتجزأ من الصحه الجسديه ويمكن تلخيص أهمية  الصحة النفسية في النقاط التالية 

1. الصحة النفسية تعطي للفرد فرصة ضبط انفعالاته وعواطفه وتساعده على إصدار سلوكيات سوية مُرضية لمن حوله ومُرضيه لنفسه قبل كل شيء.

2. تجعل الفرد يتحمل المسؤولية ويصبح خير داعم لنفسه ولمن حوله. 

3. تجعل الفرد يتعامل بمرونة وعقلانية واتزان مع ما يعترضه من مشكلات، مهما كان حجمها بعيدا عن أي شعور بالتوتر أو القلق وهذا ما يساعده على الاستقرار نفسيا.

4. تجعل الفرد أكثر قدرة على الإنتاج والمساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي لذاته ولمجتمعه.

5. تساعد الفرد في إنجاب أطفال أسوياء يتمتعون بصحة نفسية جيدة بسبب التنشئة السليمة التي يوفرها لهؤلاء الأطفال.

مؤشرات الصحة النفسية الجيدة

الشخص المتمتع بصحة نفسية جيدة يكون قادر على 

1. فهم ذاته وإدراك عيوبه ومميزاته فهو يتعامل مع عيوبه بمنتهى التصالح يحاول جاهداً أن يصلح من هذه العيوب دون أن يبالغ فيها أو أن يتبرأ منها كما يفعل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية.

2. تقدير ذاته وإمكانياته فهو لا يحتقر ذاته يعرف جيدا حجم إمكانياته ويتعامل بناء على هذه المعرفة.

3. إدراك وجود الفروق الفردية بيننا كبشر وأن كلا منا لديه ما يميزه عن الآخرين فلا يرهق  نفسه ولا يضيع وقته بالمقارنات العقيمة.

4. القيام بمهامه اليومية ومسؤوليته على أكمل وجه فلا يتهرب منها.

5. إصدار مشاعر ملائمة للمواقف التي تحدث من حوله دون مبالغة. 

6. إقامة علاقات مع الآخرين ناجحة ومريحة كما أنه قادر على التكيف مع من حوله، وقادر على المشاركة في الفعاليات الاجتماعية.

7. تقبل فكره المساعده فهو بشر يؤمن بأننا نكمل بعضنا البعض، وأن المساعده لديه لاتعني أن لديه نقص أو تقصير فهو يتقبل المساعدة بصدر رحب.

8. الإستغناء عن كل شيء يعكر صفو حياته ويفسد عليه راحته النفسية فهو لا يتمسك بالعلاقات السامة.

9. تقبل الاخرين مهما كانوا، ويتقبل الرأي الآخر وإن كان مخالف لرأيه فهو مؤمن بفكرة أن اختلاف الرأي لايفسد للود قضيه.

10. الإهتمام بالصحة الجسدية ونظافته الشخصية لأنها تعد مؤشر قوي على جودة الصحة النفسية.

العوامل المؤثرة على الصحة النفسية

العوامل المؤثره على الصحة النفسية

1- الأسرة 

الفرد الذي ينشأ في بيئة أسرية مليئة بالحب والتفاهم والاحترام والاحتواء، أسرة تتقبله وتلبي متطلباته بشكل سليم فإن هذا يخلق فرد سوي نفسياً.

على عكس الفرد الذي ينشأ في أسرة مليئة بالخلافات وتوجه له النقد واللوم الدائم أسرة لا تعرف لغة الحوار فإن هذا يساهم وبشكل قوي في اختلال الصحة النفسية لدى هذا الفرد.

2- الأصدقاء

هذه الفئة مهمه جدا ومؤثره كثيرا على الصحة النفسية للفرد فعند البعض قد تأخذ هذه الفئة مكان واهتمام أكثر من الأسرة.

فإذا كان هناك تبادل للمشاعر وتفاهم وتقبل بين الأصدقاء فذلك يسهم في تحسين صحتهم النفسية ويؤثر على مدى تقبلهم لذاتهم.

3- بيئة العمل 

طبيعة العمل المريحة التي تسمح  للفرد بإخراج وإظهار قدراته وتقدر ما يبذله من جهود.

بينما في الإتجاه المضاد نرى بيئات العمل الغير مريحة والغير مراعية لآدمية الفرد ففي كل الحالات تكون بيئة العمل مؤثره في السواء النفسي أو اختلاله.

4- المدرسة 

هي البيئه المكملة لدور الأسرة والأكثر تأثيراً على شخصية الفرد وعلى مستقبله.

فهي لها دور كبير في تعزيز وغرس أسس الصحة النفسية السليمة في نفوس الطلاب من الصغر، وذلك يحدث عندما توفر الديمقراطية والدعم والاحترام والنظام.

معوقات الصحة النفسية

معوقات الصحة النفسية

1- الصراع النفسي

الذي ينشأ لدى الفرد من وجود أشياء ودوافع متعارضة ومتناقضة بداخله، يريد إشباعها ويشعر بالتوتر والقلق نتيجة لذلك الصراع النفسي.

2- فقدان الهدف

يجعل الإنسان متخبط في الحياة يعيش حياة عشوائية، وهذا يحرمه من الصحة النفسية الجيدة.

٣/تطور الحياة 

يعتبر تعقد الحياة وزيادة متطلباتها التي تفوق القدرة على التحمل، وتشعر الفرد بعدم القدرة على التكيف، وبالتالي تعيق من تمتعه بصحة نفسية جيدة.

4- المقارنة بالآخرين 

فالمقارنه عامل قاتل للقدرات فهي عائق كبير أمام الصحة النفسية السليمة.

حيث يكون الإنسان راضي عن ذاته وعن حياته ومستمتع بها، إلى أن يقارن نفسه بالآخرين من هنا تبدأ كل مشاكله النفسية.

طرق تحقيق الصحة النفسية السليمة 

هناك العديد من الطرق التي بإمكانك اتباعها للحصول على صحة نفسية جيدة، وبالتالي التقليل من الإضطرابات الإجتماعية، لما لهما من علاقة وثيقة ببعضهما البعض.

حيث أن وجود الإضطرابات الإجتماعية يؤثر سلباً على الصحة النفسية للفرد وإليك بعض الطرق لتحقيق الصحة النفسية.

1. ممارسة الرياضة.

2. إدراك النعم.

3. التفكير بإيجابية والابتعاد عن السلبية.

4. القراءة فهي غذاء للروح والعقل.

5. العطاء فهو مصدر الراحة البال والسعاده.

6. تحسين علاقتك الروحية مع الله فهي الأساس الأول والمصدر الأساسي للراحة والصحة النفسية.

وفي النهاية نكون انتهينا من كتابة هذا المقال ونتمنى لكم الاستفاده والمزيد من الراحه والصحه النفسيه 

1. Algerian Scientific Journal Platform 

2. مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية 

3. E softskills

4. World Health Organization 

كتابة/ فاطمة محمد عبدالرحيم

تصميم/ نورا صادق